هذا الخبر متاح أيضا ب: الإنجليزية
خلال زيارة مؤخرة الى العاصمة الاميركية واشنطن، اجتمع ممثلون عن الاتحاد العام التونسي للشغل مع مسؤولين من البنك الدولي، من بينهم مدير البنك لتونس، لمناقشة عمليات البنك في البلد بشكل عام ومشاركته مع الاتحاد بشكل خاص
أثار ممثلو الاتحاد العديد من الاهتمامات حول تاريخ مشاركة البنك في تونس فالتونسيون لا يزالوا يشككون في مصداقية البنك نظرا الى سمعته في البلاد كونه داعما لنظام بن علي السابق. ولقد اظهرت الثورة التونسية ان البلاد التي كانت تُروّج كمثال للتنمية في المنطقة هي في الحقيقة تعاني من معدلات مرتفعة من البطالة وقطاع تعليم متخلف واقتصاد متباطئ. فأصرّ ممثلو الاتحاد على ضرورة اتباع نهج حكيم في القرارات المتعلقة بالاستثمارات لضمان العدالة الاجتماعية والاقتصادية وايضا ضرورة القيام بتقييم لنظام التعليم في تونس وهو القطاع الذي يعاني من اكبر نسبة من الفساد. اقرّ مسؤولي البنك بان النهج الذي اتبعه البنك الدولي قبل الثورة كان له نواقص واكدوا على دعم البنك لتونس ولجهود الحكومة لاشراك مختلف اصحاب المصالح خلال هذه الفترة الانتقالية المهمة.
بالرغم من ان الثورة سلطت الضوء على الحاجة الى المزيد من فرص العمل، وهي القضية الاكثر الحاحا في تونس، فليست البطالة وحدها التي ساهمت في خلق الظروف التي ادت الى الثورة بل ايضا انعدام عنصر العدالة الاجتماعية الذي يضمن تكافؤ الفرص في التشغيل. وفي حين ان البنك الدولي وجهات مانحة اخرى تتسارع لتمويل مشاريع ومبادرات تخلق فرص العمل ونظرا الى الدور الاجتماعي المهم الذي يلعبه اتحاد الشغل في تونس، اصرّ ممثلو الاتحاد على مشاركة اكثر فعالية مع البنك حول البرامج المتعلقة بالتشغيل وهذا لضمان ان خطط العمل هذه منصفة وتتقيد بالمعايير العادلة للعمل. رد مسؤولو البنك الدولي ان البنك يتشاور بشكل منتظم مع قسم الدراسات في الاتحاد حول قضايا تقنية فقد اشرك البنك مؤخراهذا القسم في مشاورات حول قرض لدعم الميزانية منحه البنك الى الحكومة التونسية في السنة الماضية وقرض مشابه يتم تحضيره حاليا. وعلاوة على ذلك، تعهد مسؤولو البنك الموجودين باشراك اتحاد الشغل العام التونسي بطريقة اكثر رسمية ومنتظمة وفعالة وهذا من خلال مكتب البنك الدولي في تونس.
نحن في برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مركز معلومات البنك سنستمر في تسهيل مشاركة اتحاد الشغل التونسي بشكل خاص والمجتمع المدني التونسي بشكل عام مع البنك الدولي خاصة خلال هذه الفترة الانتقالية المهمة.